تُعد قبيلة الدميني إحدى القبائل العربية العريقة في اليمن، وتاريخها حافل بالأحداث والشخصيات التي أثرت في مختلف المجالات. تتميز ثقافتها بمزيج من الأصالة والمعاصرة، وتلعب دورًا هامًا في المجتمع اليمني.
![]() |
أفراد من قبيلة الدميني |
أصل قبيلة الدميني:
أصل قبيلة الدميني يعود إلى قبيلة ذو محمد من دهم بكيل. تتفرع قبيلة الدميني من آل دمينه الذين ينحدرون من كول بن أحمد بن سويدان، وهو فرع من قبيلة ذو محمد بن غيلان بن محمد بن شعبان بن بشر بن عمرو بن دهمة بن دهم بن شاكر الكبرى بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل.
تاريخياً، كانت هذه القبيلة تتواجد في منطقة العوصاء في برط العنان، ومن هناك انتقل بعض أفرادها إلى مختلف المناطق اليمنية مثل مدينة إب، جبل معود، حبيش، العدين، السياني، وبعض المناطق الأخرى. من أشهر الأعلام في هذه القبيلة الشيخ أحمد بن علي فاضل الدميني والشيخ المقدم عبد الله ناجي دارس.
تعتبر القبيلة من قبائل بكيل الكبرى، وذكرها العديد من المؤرخين والباحثين مثل العلامة علي الفضيل في كتابه "الأغصان"، حيث قسم قبيلة ذو محمد إلى عدة أقسام، وذكر منها آل دمينه.
صور للقبيلة










معارك قبيلة الدميني عبر التاريخ: تاريخ من النضال والصمود
لطالما كانت القبائل العربية جزءًا رئيسيًا من المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، حيث لعبت دورًا حاسمًا في الدفاع عن أراضيها وقيمها. وتُعد قبيلة الدميني إحدى القبائل اليمنية التي تركت بصمتها في العديد من المعارك والمواجهات التاريخية، سواء على المستوى الوطني أو في النزاعات القبلية. وفيما يلي أبرز المعارك التي خاضتها القبيلة عبر التاريخ، مع تحليل دورها وتأثيرها في كل مرحلة.
1. دور قبيلة الدميني في ثورة 26 سبتمبر 1962
شهدت اليمن في عام 1962 تحولًا جذريًا في نظام الحكم بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الملكي وأسست الجمهورية. وكان لأفراد قبيلة الدميني حضور بارز في هذه الثورة، حيث انضم العديد من أبنائها إلى صفوف الثوار وساهموا في معارك الدفاع عن النظام الجمهوري.
- المشاركة العسكرية: لعبت القبيلة دورًا مهمًا في العمليات القتالية ضد القوات الملكية، سواء في صنعاء أو في المناطق المحيطة بها.
- الدعم اللوجستي: ساهمت القبيلة في تقديم الإمدادات والأسلحة للمقاتلين الجمهوريين، مما ساعد في تعزيز قوتهم في الميدان.
- الشخصيات البارزة: برز اللواء عبد السلام قاسم الدميني كأحد القيادات العسكرية التي ساهمت في حماية الثورة وترسيخ مبادئها.
2. معركة عزلة خباز في مديرية العدين
في السنوات الأخيرة، شهدت عزلة خباز بمحافظة إب مواجهات دامية بين قبيلة الدميني وقبيلة الشهاري، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من الجانبين.
- أسباب الصراع: تعود جذور النزاع إلى خلافات قبلية حول الأراضي والمراعي، وهي قضايا لطالما شكلت محورًا للصراعات بين القبائل اليمنية.
- نتائج المعركة: أسفرت المواجهات عن نزوح العديد من العائلات، بالإضافة إلى تدمير الممتلكات وتدخل وساطات قبلية لوقف النزاع.
- الدور الحكومي: لم يكن التدخل الحكومي حاسمًا، مما أدى إلى استمرار التوتر بين القبيلتين لفترة طويلة قبل التوصل إلى حلول جزئية.
3. اغتيال اللواء عبد السلام قاسم الدميني وتأثيره على القبيلة
يُعد اغتيال اللواء عبد السلام الدميني عام 1980 نقطة تحول كبيرة في تاريخ القبيلة، حيث كان يتمتع بنفوذ قوي داخل المؤسسة العسكرية والسياسية اليمنية.
- ملابسات الاغتيال: تشير بعض المصادر إلى أن اغتياله كان نتيجة صراع سياسي داخلي، في حين يرى آخرون أن القوى الخارجية كان لها يد في ذلك.
- تداعيات الاغتيال: أدى مقتله إلى فراغ قيادي داخل القبيلة، مما أثر على مكانتها السياسية لفترة من الزمن.
- رد فعل القبيلة: حاولت القبيلة الحفاظ على إرثه من خلال استمرار أبنائها في المؤسسات العسكرية والسياسية.
4. المواجهات القبلية في المناطق الحدودية
لطالما شكلت الحدود القبلية بين مناطق اليمن ساحة نزاع مستمرة، وقبيلة الدميني لم تكن استثناءً من ذلك.
- النزاعات مع القبائل المجاورة: خاضت القبيلة عدة معارك للحفاظ على مناطق نفوذها، خاصة في المناطق الزراعية ذات الموارد الهامة.
- التدخلات الخارجية: أحيانًا كانت بعض الأطراف تستغل هذه النزاعات لصالحها، مما أدى إلى تعقيد الأمور بشكل أكبر.
- استراتيجيات القبيلة: رغم كل هذه التحديات، تمكنت القبيلة من الحفاظ على وحدتها الداخلية واستمرار وجودها بقوة في المنطقة.
5. تأثير المعارك على مكانة القبيلة واستمرار نفوذها
رغم الصراعات والتحديات التي واجهتها، استطاعت قبيلة الدميني الحفاظ على مكانتها الاجتماعية والسياسية في اليمن.
- الدور في المصالحات القبلية: لم تكن القبيلة طرفًا في الصراعات فحسب، بل ساهمت في حل بعض النزاعات القبلية عبر جهود الوساطة.
- التوجه نحو السياسة: انخرط العديد من أبناء القبيلة في السياسة، مما منحها حضورًا قويًا في المشهد الوطني.
- التأثير على الأجيال القادمة: بفضل تاريخها النضالي، أصبحت القبيلة نموذجًا للصمود والتكيف مع التغيرات السياسية والاجتماعية.
فروع قبيلة الدميني في اليمن:
تتفرع قبيلة الدميني في اليمن إلى العديد من الفروع، أهمها:
" ذو محمد "
تنقسم قبيلة ذو محمد إلى خمسة أخماس.. وتسمى"أفخاذ" وهي:- (آل دمينة_آل صلآح_آل أحمد_ذو زيد_ذو موسى).
- وكل فخذ يتفرع إلى عدة فروع.
- وتفصيلها مختصر في الآتي:
1) آل دمينة:
- دميني
- دآرس
- عاطف
- فاضل
2) آل صلآح:
- صلآحي
- حاتم
- جسار
- صوفه
- شذيان
- جدام
- خرصان
- عطيب
3) آل أحمد:
- أبو رأس
- دماج
- أبو عيون
- هوشة
- شملان
4) ذو زيد:
- الفرجة
- ظاوي
- بربري
- البحر
- بحرآن
- النقيب
- مسيح
5) ذو موسي:
- عجلان
- أبو أصبع
- آل حمدان: ينتشرون في منطقة "الجوف" ولهم تاريخ عريق في الزراعة والتجارة.
- آل علي: يتمركزون في منطقة "صنعاء" ولهم إسهامات بارزة في المجال التعليمي والثقافي.
- آل محمد: يتواجدون في منطقة "مأرب" ولهم دور بارز في المجال السياسي.
- آل يحيى: ينتشرون في مختلف أنحاء اليمن ولهم إسهامات في المجالات المختلفة.
مناطق تواجد قبيلة الدميني في اليمن:
تتركز قبيلة الدميني بشكل رئيسي في:
- محافظة إب: تحديداً مديرية العدين "عزلة خباز" التي تشهد صراع قبلي مع قبيلة الشهاري
- منطقة الجوف: تنتشر في مختلف مديريات الجوف، ولهم تواجد كثيف في مديرية "الخب والشعف".
- منطقة صنعاء: يتمركزون في بعض مديريات صنعاء، مثل "سنحان" و"بني الحارث".
- منطقة مأرب: يتواجدون في بعض مديريات مأرب، مثل "صرواح" و"مجزر".
- مناطق أخرى: توجد بعض العائلات المنتمية للقبيلة في مناطق أخرى مثل "تعز" و"إب" و"حضرموت".
أبرز شخصيات قبيلة الدميني في اليمن:
- عبد الله بن علي الدميني: عالم دين بارز، له العديد من المؤلفات الدينية، وشغل منصب مفتي اليمن في القرن التاسع عشر.
- علي بن محمد الدميني: شاعر وأديب مشهور، له العديد من القصائد والأعمال الأدبية، ونال شهرة واسعة في اليمن.
- فاطمة بنت عبد الله الدميني: طبيبة مشهورة، لها إسهامات بارزة في مجال الطب، وتعمل على نشر الوعي الصحي في المجتمع.
- حسين بن يحيى الدميني: رجل أعمال ناجح، له إسهامات كبيرة في مجال الاقتصاد، وله العديد من المشاريع الاستثمارية الناجحة.
ثقافة قبيلة الدميني في اليمن:
- تتميز قبيلة الدميني بثقافتها العربية الأصيلة، مع مزيج من التأثيرات المعاصرة.
- تُحافظ القبيلة على العديد من العادات والتقاليد العربية، مثل الكرم والشجاعة وحفظ العهد.
- تُولي القبيلة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم والثقافة، ولها العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية.
- تُشارك القبيلة بشكل فعال في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
أهم إنجازات قبيلة الدميني في اليمن:
- في المجال السياسي: ساهمت القبيلة في العديد من الحركات الإصلاحية في اليمن.
- في المجال الاقتصادي: حققت القبيلة العديد من الإنجازات في مختلف المجالات الاقتصادية، ولها العديد من المشاريع الاستثمارية الناجحة.
- في المجال social: شاركت القبيلة في العديد من الأعمال الخيرية والإنسانية، ولها العديد من المؤسسات الخيرية.
- في المجال الثقافي: ساهمت القبيلة في نشر الثقافة العربية واللغة العربية في اليمن.
ملاحظات:
واجهت قبيلة الدميني العديد من التحديات عبر التاريخ، خاصة خلال الحروب والصراعات