دليل شامل: عن حقوق الجار وأسئلة وإجابات عن حقوق الجار

 حق الجار على ثلاث مراتب: أدناها كف الأذى عنه، ثم احتمال الأذى منه، وأعلاها وأكملها: إكرامه والإحسان إليه. المرتبة الأولى وهي كف الأذى عنه، فهي أقل ما يجب على الجار تجاه جاره، فإنه إذا لم يحسن إليه، فلا أقل من أن يكف أذاه عنه.

حق الجار على ثلاث مراتب: أدناها كف الأذى عنه، ثم احتمال الأذى منه، وأعلاها وأكملها: إكرامه والإحسان إليه. المرتبة الأولى وهي كف الأذى عنه، فهي أقل ما يجب على الجار تجاه جاره، فإنه إذا لم يحسن إليه، فلا أقل من أن يكف أذاه عنه.
حقوق الجار


من هو الجار في الإسلام؟

إن الجار هو القريب منك ، وهذا يشمل الملاصق باتفاق العلماء ، وما زاد على ذلك فيرجع فيه إلى العرف . وأما القول بأن أهل الحي كلهم جيران ، فهو قول لبعض العلماء ، كما تقدم (أبو يوسف صاحب أبي حنيفة) ، ولكن الأحياء قديما كانت صغيرة ، ولهذا قال : إن جمعهم مسجد صغير أو مسجدان.

ما هي حقوق الجار؟

فمن حقوق الجار محبّة الخير له، والبعد عن حسده، وأن يحب لجاره ما يحب لنفسه، فقد رُوي عن أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام قَالَ: (والذي نفسي بِيَدِه، لا يؤمِنُ عَبدٌ حتى يحِبَّ لِجارهِ- أو قال لأخيه- ما يحِبُّ لِنَفسِه).

ما هي مظاهر حسن الجوار؟

وحسن الجوار هو الإحسانُ إلى الأشخاص الذين يجاوروننا بالسكن، وتجنّب إيذائهم، والالتزام بالأخلاق الحسنة في التعامل معهم، وعدم إلحاق أي أذى بهم مهما صَغُر، وعدم البغي عليهم أو ظلمهم واحترام حرمة بيوتهم، وترك الأثر الطيّب في نفوسِهم؛ لإنشاء مجتمع متماسك وطيب، يحبّ بعضه بعضاً، ويتمنّى فيه الجميعُ الخيرَ لبعضِهم البعض.

ماذا  قال رسول الله عن الجار؟

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )(البخاري).

من الأحق بحقوق الجوار؟

 فقد حدده لنا النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديثِ عائشةَ -رضي الله عنها – أنها قالت: ((قلت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منكِ بابًا))؛ رواه البخاري.

ما حكم الجار الذي لا يصلي؟

ولو، لا يُؤذى، يُدعى إلى الله، ويوجه إلى الخير، ولكن لا يؤذى ما دام أنه في عهد وأمان.

هل يجوز مقاطعة جار السوء؟

ومِن ثَمّ فلا يجوز مقاطعة الجيران إلا إذا تحقّق الضّرر من جهتهم ولم يمكن دفعه، فإن أمكن إصلاح الفاسِد منه وجب ذلك ، كما ينبغي تقديم حسن الظَّنّ وعدم التصرف بناء على وهم أو ظن غير راجح ، ولذلك فلتكن صلتنا بجيراننا طيبة،وأقلّ ما يجب نحو الجار كفُّ الأذى عنه

من له حق الجوار فقط؟

الجار المسلم البعيد أو الجار الكافر القريب: وهذا له حقّان، الأول حق الإسلام وحق الجوار، والثاني حق القرابة وحق الجوار. الجار الكافر البعيد: وهذا له حقٌّ واحد فقط؛ وهو حق الجوار.

أنواع حقوق الجار؟

  1. جارٌ له ثلاثة حقوق، وهو الجار المسلم القريب ذو الرحم، له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة.
  2. جارٌ له حقان، وهو الجار المسلم، له حق الجوار، وحق الإسلام.
  3. جارٌ له حق واحد، وهو الجار الكافر، له حق الجوار فقط.

معنى قول الإمام علي بن أبي طالب: (الجار قبل الدار)

روي عن أمير المؤمنين عليِ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق).

وحق لنا أن نردد لأنفسنا ولأجيالنا لنقول: (الجار قبل الدار)، فإني على يقين أن الناس ربما اشتروا الأراضي الغالية الثمن، أو المنازل عالية الكلفة، ليس إلا من أجل اختيار الجار الطيب، قديمًا وحديثًا.

ما موقفنا من جار السوء؟

أيها المستمعون والمستمعات: أذية الجار لا يرضاها دين ولا عقل ولا عرف ولا طبع سليم، ويتنزه عنها الشرفاء والكرماء، لا فرق بين جار صالح أو غيره، بل حتى ولو كان كافرًا.


 لماذا سمي الجار بهذا الاسم؟

الجار: من يقرب مسكنه منك. والمعنى الاصطلاحي للجوار هو: الملاصقة في السكن حد الجوار: جاء عن علي عنه: «من سمع النداء فهو جار»، وقيل: «من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار»، وعن عائشة رضي الله عنها: «حد الجوار أربعون دارًا من كل جانب».

هل يجب زيارة الجيران؟

لا نعلم في الشرع أن من حق الجار على الجار زيارته والاختلاط به في بيته ، فليس الأمر كما ظننتِ أن حق جيرانك عليك وجوب زيارتهم ، بل هو أمر جائز مباح إن شئتِ فعلتِه وإن شئتِ تركتِه ، وسيأتي فيما بعد أن حقوق الجار ليس منها زيارته والاختلاط به من حيث كونه جاراً ، بخلاف ما إذا مرض مثلاً فيكون له حق عليك في عيادته ، أو إذا مات إتباعة

ما هي حقوق الجار الكافر؟

والجار وإن كان كافراً فله حق الجوار 

 1. الدعوة إلى الله،

 بأن يدعوه إلى الله ويبينَ له حقيقة الإسلام، حيث أمكنه ذلك، وحيث كانت لديه البصيرة؛ لأن هذا هو أعظم الإحسان، وأهم الإحسان، الذي يُهديه المسلم إلى من اجتمع به من اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو إلى الإسلام قال: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم) متفق على صحته.

 2. لا يجوز أن يظلمه في نفس ولا في مال ولا في عرض، 

إذا كان ذميًا أو مستأمنًا أو معاهدًا، فإنه يؤدي إليه الحق؛ لكونه معصومًا بذمته أو أمانه في بلاد المسلمين.

3.  لا مانع من معاملته في البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك،

 فقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه اشترى من الكفار وهم عباد أوثان، واشترى من اليهود، وهذه معاملة، وقد صح أنه توفي عليه الصلاة والسلام ودرعُه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله.

4.  لا يبدأه بالسلام.

ولكن يرد عليه السلام كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام) رواه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم)، متفق على صحته.

5. حسن الجوار 

إذا كان جارا تحُسن إليه ولا تؤذيه في جواره، وتتصدق عليه إذا كان فقيرًا، وتهدي إليه وتنصح له فيما ينفعه؛ لأن هذا مما يسبب رغبتَه في الإسلام ودخولَه فيه؛ ولأن الجار له حق، قال النبي ﷺ: ((مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) متفق على صحته، 

كيفية احترام الجار؟

  1. إقراضه المال إن طلبه، ومدّ يد العون إليه.
  2. عيادته إن مرض، وتفقّد أحواله.
  3. مشاركته في أفراحه وأتراحه.
  4. عدم الاستطالة عليه بالبنيان.
  5. إسداء النصح والمشورة إاليه.
  6. اتّباع جنازته.

آداب التعامل مع الجار

1. عدم إيذاء الجار.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُتْ)).

روى الإمام أحمد - بسند صحيح - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، إن فلانةً يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تُؤذي جيرانها بلسانها، قال: ((هي في النار))، قال: يا رسول الله، فإن فلانةً يُذكر مِن قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تَصدَّق بالأثوار من الأقِطِ، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: ((هي في الجنة)).

2. أن يأمن جارُه شرَّه.

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنةَ مَن لا يأمَنُ جارُه بوائقَه)).

3. إكرام الجار.

روى البخاري عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال: سمِعَتْ أذناي وأبصرت عيناي حين تكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرم ضيفه جائزته))، قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: ((يوم وليلة، والضيافةُ ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك، فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُتْ))
وروى مسلم عن أبي شريح الخُزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُحسِن إلى جاره)).

4. الاهتمام بالجيران.

ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه)).

5. الهدية للجيران من الطعام ونحوه.

روى مسلم عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر، إذا طبخت مرقةً فأكثِر ماءها، وتعاهَد جيرانَك)).

6. صيانة عرض الجار وماله.

روى الإمام أحمد - بسند حسن - عن المِقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((ما تقولون في الزنا؟))، قالوا: حرَّمه الله ورسولُه، فهو حرامٌ إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((لأَنْ يزنِيَ الرجلُ بعشرِ نسوةٍ أيسرُ عليه من أن يزني بامرأة جارِه))، قال: فقال: ((ما تقولون في السَّرِقة؟))، قالوا: حرَّمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: ((لأَنْ يسرِقَ الرجل مِن عشرة أبيات أيسرُ عليه مِن أن يسرق من جاره)).

7. إكرام الجار الأقرب فالأقرب.

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قلت: يا رسول الله، إن لي جارينِ، فإلى أيهما أُهدي؟ قال: ((إلى أقربِهما منك بابًا).

8. إهداء اللبن للجار.

ففي الصحيحين عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالَتْ لعُروَة: ابنَ أختي، إن كنا لَننظرُ إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلتُ: يا خالة، ما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودانِ؛ التمر، والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيرانٌ من الأنصار، كانت لهم مَنائِحُ. وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانِهم فيسقينا.

9. عدم احتقار هدية الجار وإن كانت يسيرة.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا نساءَ المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرْسِنَ. 

10. ألا يمنع الجار جارَه من استخدام حائطه إن احتاج إليه.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمنع جارٌ جارَه أن يغرزَ خشبة في جداره))، ثم يقول أبو هريرة: «ما لي أراكم عنها مُعرِضين، والله لأرمين بها بين أكتافِكم».

11. أن تحب لجارك ما تحبُّ لنفسك.

روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحب لأخيه - أو قال: لجارِه - ما يحب لنفسه)).

وصايا بحقوق الجار 

  1. إيجادُ جلسة أسبوعية يجتمع فيها الجيران، تُتبادل فيها الأحاديث، وتكونُ متنوعة الأفكار.
  2. التفطن لأحوال شباب الحي، ذكورًا وإناثًا، والحرصُ عليهم بتوجهيهم نحو ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، كتحبيبهم للصلاة، وحثهم على الجد على طلب العلم، والعمل الكريم، والتعاون في افتتاح حلقة القرآن الكريم، وغرس القيم الفاضلة في أنفسهم، وتعزيز حب دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وإبعادُهم عن الأفكار الضالة والمنحرفة.
  3. الاشتراك في رحلات العمرة أو الحج أو الرحلاتِ السياحية داخلَ هذا البلد الكريم.
  4. عملُ المسابقات الهادفة للرجال والنساء.
  5. عمل مجموعة إلكترونية للتواصل الحديث.
  6. الحرص على المتعففين من فقراء الجيران وأيتامهم، وتلبيةُ حاجتهم.
  7. الشفاعة الحسنة لمن احتاجها.
  8. نشر ثقافة العمل التطوعي بين الشباب والمتقاعدين لخدمة دينهم ووطنهم.
  9. تعزيز جانب النظافة للحي، والحفاظِ على مرافقه، سواء أكان المسجد، أو الحديقة، أو الشوارع والأرصفة وغيرها.
  10. التواصي على زيارة المريض، وتهنئةِ أصحاب المناسبات السعيدة.
  11. إصلاح ذات البين بين المتخاصمين، وتقديمُ الاستشارة من أهل الاختصاص



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -