القلب
القلب (بالإنجليزية: Heart) عضو عضلي عند البشر والحيوانات الأخرى، يضخّ الدم عبر الأوعية الدموية في الدورة الدموية. يزود الدم الجسم بالأوكسجين والمغذيات، كما يساعد في إزالة مخلفات عمليات الاستقلاب.[2] يقع القلب عند البشر بين الرئتين، في الحجرة الوسطى للصدر
القلب |
بنية القلب
يقع القلب البشري في المنصف المتوسط، في مستوى الفقرات الصدرية من الخامسة إلى الثامنة. يحيط بالقلب كيس مزدوج الغشاء يدعى التامور يعلق القلب بالمنصف. يتوضع السطح الخلفي للقلب بالقرب من العمود الفقري، أما السطح الأمامي فيتوضع خلف عظم القص وغضاريف الأضلاع.الجزء العلوي من القلب هو نقطة الارتباط بالعديد من الأوعية الدموية الكبيرة، الوريد الأجوف العلوي، والشريان الأبهر، والجذع الرئوي. يتوضع الجزء العلوي من القلب في مستوى الغضروف الضلعي الثالث. تتجه قمة القلب نحو الأسفل والأيسر من القص (حوالي ثماني إلى تسع سنتيمترات من الخط الناصف) في المسافة الوربية بين الضلع الرابعة والخامسة قرب تمفصل الأضلاع مع غضاريفها.
الجزء الأكبر من القلب يميل إلى الجانب الأيسر من الصدر (على الرغم من أنه في بعض الحالات قد يميل نحو الأيمن)، كما أن القلب الأيسر أقوى وأكبر من القلب الأيمن لأنه يضخّ الدم إلى كافة أنحاء الجسم. وبما أن القلب يتوضع بين الرئتين فإن الرئة اليسرى أصغر من الرئة اليمنى، وتتميز الرئة اليسرى بوجود ثلمة قلبية في حافتها لتتلاءم مع القلب.للقلب شكل مخروطيّ، تتوضع قاعدته في الأعلى، وتستدقّ نهايته في الأسفل لتشكّل القمة. تبلغ كتلة قلب البالغ من 250 إلى 350 غرام. عادةً يكون القلب بحجم قبضة اليد: 12 سم طولاً (5 إنش)، و8 سم عرضاً (حوالي 3.5 إنش)، و6 سم سماكةً (حوالي 2.5 إنش). يمكن أن تكون قلوب الرياضيين المدربين جيّداً أكبر بسبب تأثير التمارين على عضلة القلب، بشكل يشابه الاستجابة في العضلات الهيكلية.
حجرات القلب
للقلب أربع حجرات، اثنتان علويتان تدعيان الأذينان وهما الحجرتان التي تستقبلان الدم، وحجرتان سفليتان تدعيان البطينان وهما الحجرتان اللتان ترسلان الدم بعيداً عن القلب. ينفتح الأذينان على البطينين عبر فتحتين موجودتان في الحاجز الأذيني البطيني. يتراءى هذا التمييز بين الحجرات على السطح الخارجي للقلب أيضاً من خلال الثلم الإكليلي. يوجد في الجزء العلوي من الأذين الأيمن بنية ذو شكل يشبه الأذن تُدعى الزائدة الأذينية أوالأذينة أو الصيوان، كما توجد واحدة أخرى في الجزء العلوي للأذين الأيسر تدعى بالزائدة الأذينية. يتم الإشارة عادةً إلى الأذين والبطين الأيمنين باسم القلب الأيمن، وبشكل مشابه يطلق على الأذين والبطين الأيسرين معاً لقب القلب الأيسر.[6] ينفصل البطينان عن بعضهما عبر الحاجز بين البطينين، ويتظاهر هذا الحاجز على سطح القلب عبر الثلم الطولاني الأمامي والثلم الطولاني الخلفي.
هيكل القلب
يتألف الهيكل القلبي من نسيج ضام كثيف يعطي القلب بنيته، ويشكل هذا النسيج الحاجز الأذيني البطيني الذي يفصل الأذينين عن البطينين، كما أن هذا النسيج يُشكِّل الحلقات الليفية الأربع التي تُمثّل قواعد الصمامات القلبية الأربعة. يقدم الهيكل القلبي عازلاً مناسباً وهوجزء مهم للجهاز الموصل الكهربائي للقلب، حيث أن ألياف الكولاجين لا تنقل التيار الكهربائي. تُقسّم حجرات القلب أيضاً عبر حاجز بين أذيني يفصل الأذينين عن بعضهما وحاجزٍ بين بطينين يفصل البطينين عن بعضهما. وبما أن البطينين يحتاجان لتوليد ضغط أكبر لضخّ الدم عند تقلُّصهما فإن الحاجز بين البطينين أثخن من الحاجز بين الأذينين.
صمامات القلب
يمتلك القلب أربع صمامات تفصل بين حجراته. هناك صمام بين كل أذين وبطين، وصمام عند مخرج كل بطين.
تُدعى الصمّامات بين الأذينين والبطينين بالصمّامات الأذينية البطينية. بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن يدعى الصمّام بالصمّام ثلاثي الشُرَف، حيث يمتلك الصمّام ثلاث وريقات، ترتبط بحبال وترية إلى ثلاث عضلات حليمية أمامية وخلفية وحاجزية، وجاءت تسميتها بحسب توضّعها. بينما يُدعى الصمّام بين الأذين والبطين الأيسرين بالصمّام التاجي، كما أنه يُدعى بالصمّام ثنائي الشُرف، وذلك لأنه يمتلك وريقتان أمامية وخلفية ترتبطان بحبال وترية إلى عضلات حليمية تنبثق من جداران البطين.
تمتد العضلات الحليمية من جدران القلب إلى الصمامات عبر اتصالات غضروفية تُدعى الحبال الوترية. تمنع هذه العضلات الصمامات من الرجوع إلى الخلف كثيراً عند انغلاقها. أثناء الطور الانبساطي من الدورة القلبية، تكون العضلات الحليمية منبسطة أيضاً، وعندما تنقبض حجرات القلب، تنقبض كذلك العضلات الحليمية، يخلق هذا ضغطاً على الحبال الوترية يساعد في الإبقاء على وريقات الصمّامات في مكانها ويمنعها من أن تنقلب إلى الأذينين.
هناك صمّامان آخران هلاليان يتوضعان عند مخرج كل بطين. يتوضع الصمّام الرئوي عند قاعدة الشريان الرئوي، حيث يمتلك هذا الصمّام ثلاث وريقات ولكنها لا ترتبط بعضلات حليمية، فعندما يسترخي البطين يعود الدم إلى البطين من الشريان، وهذه العودة تملأ جيوب الصمام التي تضغط على وريقات الصمّام لتنغلق وتُسدّ بذلك فوهة الصمّام. يتوضّع كذلك الصمّام الهلالي الأبهري عند قاعدة الأبهر، ولا ترتبط وريقات الصمّام بعضلات حليمية كما هوالحال في الصمّام الرئوي، ويمتلك كذلك ثلاث وريقات تنغلق بفعل ضغط الدم العائد من الشريان باتجاه البطين.
مواضيع